سيناريوهات "مونت فلور" أو (The Mount Fleur Scenarios)


سيناريوهات "مونت فلور" أو (The Mount Fleur Scenarios)
Shell وGeneron Consulting


تعتبر سيناريوهات "مونت فلور" أشهر السيناريوهات على الإطلاق التي تم وضعها لتُطبَّق على القطاع العام. بدأت قصة هذه السيناريوهات عندما أُرسِل "آدم كاهاني"، أحد الموظفين المبتدئين في وحدة التخطيط الاستراتيجي بشركة Shell في لندن إلى جنوب أفريقيا للعمل لدى شركة تعدين كبرى لمحاولة القضاء على التمييز العنصري وتأسيس مجتمع ديموقراطي ينبذ العنف وسفك الدماء، (وذلك بفرض أنَّ اندلاع حرب أهلية سيؤثر بالسلب على نجاح الأعمال!) وقام "آدم" بحشد مجموعة من مواطني جنوب أفريقيا، وقاموا معاً بوضع سيناريوهات تتضمن مسارات متنوِّعة للانتقال من الحاضر إلى المستقبل. وفي حين أنَّ هناك عديداً من العوامل التي يرجع إليها الفضل في نجاح هذا التحوُّل السلمي الذي شهدته دولة جنوب أفريقيا، تعتبر سيناريوهات "مونت فلور" أحد العوامل التي ساهمت في هذا التحوُّل، حتى أنَّها شغلت جزءاً مهماً من المحاورات والمناظرات هناك على مدار الأعوام التالية.

تمت تسمية السيناريوهات الأربعة تيمُّناً بأحد الطيور، وهي كالتالي:

·       النعامة: ويشير هذا السيناريو إلى فشل التوصُّل إلى تسوية لحل الأزمة القائمة في جنوب أفريقيا، واستمرار عمل حكومة الدولة دون تمثيل.
·       البطة العرجاء: وفيه يتم التوصُّل إلى تسوية مع اتصاف عملية الانتقال إلى حُكم أو نظام إدارة جديد بالبطء والتراخي.
·       إيكاروس: في هذا السيناريو يحدث تداول وانتقال للسلطة بسرعة، ولكن الحكومة الجديدة تسعى بتهوُّر إلى وضع وتطبيق سياسات اقتصادية شعبية غير مستدامة.
·       رحلة البشروش: في هذا السيناريو تتصف سياسات الحكومة بالاستدامة، وتنجح الدولة في تحقيق النمو الكلي ونشر الديموقراطية الشاملة.

ترتبط سيناريوهات "مونت فلور" الأربعة بعضها ببعض كما يلي:






النتيجة
أضاف "كاهاني" إلى سيناريوهات "مونت فلور" بعد سنواتٍ عديدة الاستنتاج التالي:

ساهم المشروع، بالإضافة إلى عدة إجراءات أخرى غير مرتبطة بوضع السيناريوهات، في وضع لغة مشتركة وإقامة حوار متبادل. فتخطَّت اللغة المشتركة لسيناريوهات "مونت فلور" حاجز التفاوض، وتمكنَّت بالتالي من الانتشار في مستويات حوارية أخرى، مثل التحدُّث عن رحلة البشروش في أحد الدروس الدينية بكنيسةٍ ما وتبادل الآراء حول قضية البطة العرجاء في إحدى المحادثات الهاتفية التي استقبلها أحد البرامج الإذاعية الريفية. ونستنتج من ذلك أنَّ هذا النوع من التفاهم المشترك، بالتعاون مع عدة عوامل أخرى، عزَّزوا إمكانية التوصُّل إلى اتفاق.

يعتبر تحليل "كاهاني" استنتاجاً منطقياً ونموذجياً. فالسيناريوهات لا تؤدي دائماً إلى اتخاذ قرارات محددة. ولكنَّها تلقي ضوءاً جديداً على المستقبل، أو على حد قول "بيير واك"، مؤسِّس سيناريوهات Shell، هي "فن إعادة التصوُّر". يمكن أن تؤدي التصوُّرات الجديدة، بالتأكيد، إلى قرارات مختلفة، ولكن يصعُب رسم خط واضح بين الحالتين.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مشاريع الاستشراف الفعَّالة

تقرير المخاطر العالمية: الطبعة العاشرة لعام 2015 أو (Global Risks 2015 10th Edition)