مزايا استشراف المستقبل



مزايا استشراف المستقبل


تم التوصُّل إلى 18 دراسة تناولت تفصيلاً مزايا الاستشراف، وخلُصَت هذه الدراسات إجمالاً إلى أنَّ الاستشراف يتمتع بالمزايا التالية:
·       يركز الاستشراف على المستقبل الاستراتيجي على المدى الطويل، وفيه يكون التغيير أمراً حتمياً.
·       يدرس الاستشراف بيئات العمل ويبحث فيها عن أي علامات تشير إلى أي تغيير محتمل، وذلك لتمكين المؤسَّسات من توقُّع التغيير والاستعداد له بدلاً من أن تُفاجأ بحدوثه.
·       يتيح لنا الاستشراف إمكانية الاطلاع على الأنظمة الكبرى والمترابطة وإلقاء نظرة على تعقيد هذه الأنظمة وغموضها.
·       يعترف الاستشراف بعدم القدرة على التنبؤ الدقيق بأحداث المستقبل على المدى الطويل، وبالتالي لا يمكننا وصف الأحداث المستقبلية بأنها تنبؤات، ولكن يمكن وضع هذه الأحداث في إطار سيناريوهات بديلة يمكن حدوثها لمساعدة المؤسَّسات على إدراك التغييرات المحيطة بها والتعلُّم منها حال حدوث أيٍها.
·       بالاعتماد على الاستشراف، نصبح أكثر إدراكاً للحقيقة التي مفادها أنَّ تصوُّرنا الخاص عن المستقبل ما هو إلا انعكاس لافتراضاتنا وقيمنا وليس تصوُّراً قائماً على أي بيانات تجريبية. كما أنَّ الاستشراف يزوِّدنا بالوسائل اللازمة لمعالجة هذه الافتراضات والقيم ومناقشتها بطريقة منتجة واحترافية.
·       يشجع الاستشراف الأفراد على وضع الرؤى والأهداف الطموحة والاستراتيجيات المُبتكَرة ويحفِّزهم للسعي إلى تحقيق هذه الرؤى.
·       يحسِّن من نوعية القرارات التي يتم اتخاذها ونتائجها، مع مراعاة أنَّ الاستراتيجيات الموضوعة والإجراءات المُطبَّقة على أساسها لا تؤتي دائماً بالنتائج المنشودة.
·       يوفر الاستشراف مُلتقى لأصحاب المصالح بآرائهم المتنوِّعة لمناقشة اختلافاتهم القائمة على افتراضاتهم وقيمهم المعقولة عادة بدلاً من التركيز على دقة انطباع الآخرين عنهم.
·       يتيح الاستشراف للمؤسَّسات إمكانية استيعاب الطرق التي يتغير بها العالم والإجراءات التي يمكن اتخاذها للتأثير على هذا التغيير بشكلٍ سريع.

وربما يعد أبرز ما قيل في هذا الصدد تعليق الدكتورة "أنجيلا ويلكينسون" عن مزايا الاستشراف، وهي من الخبراء المحنَّكين السابقين عن برنامج الاستشراف بشركة "Shell"، وتعمل حالياً في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، والتي تُعرف اختصاراً باسم ""OECD. فعلى حد قول "ويلكينسون" هناك نوعان من دراسات السيناريوهات، وهما: دراسات السيناريوهات العامة ودراسات السيناريوهات المحددة التي تركز على المشكلات. ووفقاً لخبرتها في هذا المجال تؤثر الدراسات التي تركز على المشكلات تأثيراً مباشراً على القرارات التي يتم اتخاذها لحل هذه المشكلات، بينما لا تتمتع دراسات السيناريوهات العامة بهذا التأثير. ولكن للأسف لا يصل إلى الجمهور إلا الدراسات العامة لأنَّ السيناريوهات الأكثر تحديداً والقرارات الناجمة عنها لا يتم إعلانها على الملأ للجميع، ولكن هل هذا يعني أنَّ الدراسات العامة مثل السيناريوهات التي وضعتها شركة "Shell" عن مستقبل المدن لا قيمة لها؟ تجيب د. "أنجيلا" عن هذا السؤال بالنفي. فعلى حد قولها تتمتع هذه الدراسات بقيمة كبيرة، ولكن قيمتها تكمن في المنظور الذي تُطرَح به ومدى الاستعداد الذي تنقله هذه الدراسات لتقبُّل التغيير والاستجابة له. وتسترشد "أنجيلا" في حديثها بالسيناريوهات العامة التي طرحتها شركة "Shell"، وكيف أنَّ هذه السيناريوهات لم يكن لها أي تأثير على قرارات الشركة، ولكنَّها مع ذلك أفادت صانعي القرار بالشركة وجعلتهم يستجيبون للتغييرات المحيطة بهم بمعدلات أسرع من منافسيهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيناريوهات "مونت فلور" أو (The Mount Fleur Scenarios)

مشاريع الاستشراف الفعَّالة

تقرير المخاطر العالمية: الطبعة العاشرة لعام 2015 أو (Global Risks 2015 10th Edition)