استشراف المستقبل في سنغافورة ( الجزء الاول)



استشراف المستقبل في سنغافورة


 بدأت سنغافورة في استخدام الاستشراف منذ أواخر الثمانينيات من القرن الماضي واستمرت في الاعتماد عليه وتطبيقه في جهتين، وهما: برنامج تقييم المخاطر واستقراء التهديدات المستقبلية (RAHS) ومركز الأحداث المستقبلية الاستراتيجية. ويتضمن عديد من الجهات الأخرى أيضاً وحدات خاصة به للاستشراف، فعلى سبيل المثال: تعمل كلية الخدمة المدنية بشكلٍ وثيق مع مركز الأحداث المستقبلية الاستراتيجية، وتلعب إدارة الكلية دوراً رئيساً في أنشطة الاستشراف. ويعتمد منهج العمل هناك على فريق واحد مكوَّن بدوره من عدة فِرَق، حيث تتعاون مجموعات مختلفة بعضها مع بعض لإنجاز مشروعات محددة.


وضعت سنغافورة ما يُعرف باسم المنهج "الحكومي الشامل" والمترابط، وفيه يتعاون معاً عدد قليل من الجهات الحكومية المكرَّسة للتعامل مع جوانب مختلفة من الاستشراف:

·       برنامج تقييم المخاطر واستقراء التهديدات المستقبلية (RAHS).
·       مركز الأحداث المستقبلية الاستراتيجية.
·     أجزاء من وزارات "التجارة والصناعة" و"البيئة والموارد المائية" و"التربية والتعليم" و"التنمية الوطنية" و"القوى العاملة".

بالإضافة إلى ذلك تعمل كلية الخدمة المدنية بشكلٍ وثيق مع مركز الأحداث المستقبلية الاستراتيجية لبناء مجموعة من القدرات الاستراتيجية الرائدة في قطاع الخدمة العامة.

بدأت سنغافورة في استخدام الاستشراف من خلال تجربة أجرتها وزارة الدفاع (MINDEF) في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي. واستعان العاملون بالوزارة بتخطيط السيناريوهات – في فرع تخطيط السيناريوهات – لتغطية احتياجاتهم الرئيسة التي كانت متمثِّلة في الأمان في ذلك الوقت. ومنذ ذلك الحين بدأت سنغافورة في إضافة مزيد من إمكانات الاستشراف إلى هيئاتها وجهاتها، وفي الوقت الحالي يعتبر مركز الأحداث المستقبلية الاستراتيجية إحدى المؤسَّسات الرائدة في ممارسات الاستشراف الحديثة.

تلعب إدارة كلية الخدمة المدنية دوراً رئيساً في توجيه مسار أنشطة الاستشراف. بعبارة أخرى: يوجد اتجاه مركزي يؤثر على طريقة عمل الشبكة. فمعظم برامج الاستشراف يتم تنفيذها من خلال فريق مكرَّس لهذا البرنامج أو ذاك أو عن طريق شبكة من الأفراد. تجمع سنغافورة بين هذين المنهجين من خلال تخصيص فريق معيَّن لقيادة الشبكة يتكوَّن بدوره من أفراد مكرَّسين لهذا الدور أيضاً.

وحسب آراء المؤلفين نجحت سنغافورة في إبراز نفسها على الصعيد الدولي في مؤتمرات الاستشراف والجلسات التدريبية المتعلِّقة به على مدار العقود الأخيرة المنصرمة. وخصَّصت لنفسها مكانة مرموقة كإحدى الدول التي يُضرب بالتزام حكومتها المثل في تعلُّم الاستشراف وممارسته من خلال وضعها لبرنامج متقدِّم يفوق في مستواه البرامج التي وضعتها الدول الأخرى.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيناريوهات "مونت فلور" أو (The Mount Fleur Scenarios)

مشاريع الاستشراف الفعَّالة

تقرير المخاطر العالمية: الطبعة العاشرة لعام 2015 أو (Global Risks 2015 10th Edition)