استشراف المستقبل في سنغافورة ( الجزء الثاني)



فيما يلي، نعرض بعض المراكز المتخصصة في استشراف المستقبل في سنغافورة


برنامج تقييم المخاطر واستقراء التهديدات المستقبلية (RAHS)

تم إطلاق هذا البرنامج في عام 2004 كجزء من "أمان تنسيق الأمن الوطني" (NSCS). يهدف هذا البرنامج إلى استكشاف المناهج والأدوات المكمِّلة لتخطيط السيناريوهات في توقُّع القضايا والمشكلات الاستراتيجية التي تنطوي على أضرار مباشرة لسنغافورة.

الرؤية والمهمة
·       الرؤية: مركز رائد يتمتع بخبرة واسعة في التوقُّعات الاستراتيجية لخدمة الأمن الوطني.
·       المهمة: تحسين إمكانات وضع السياسات من خلال إجراء تحليلات فعَّالة ووضع إجراءات قوية وأنظمة متطوِّرة.

مهام البرنامج
تم تقسيم مهام البرنامج بين 3 مراكز:
·       المؤسسة البحثية التابعة لبرنامج RAHS
o      استقراء الأحداث المستقبلية لتحديد المخاطر والفرص الممكنة.
o      إجراء أبحاث وتحليلات على القضايا والمشكلات الناشئة والمتداخلة.
·       مركز حلول RAHS
o      بناء القدرات والاشتراك مع الوكالات الأخرى في إقامة مشروعات السياسات.
o      استكشاف مفاهيم جديدة لتحسين عملية وضع السياسات وتصميم العمليات والأدوات المقترنة بذلك.
·       مركز RAHS التجريبي
o      تجربة الأدوات التكنولوجية الجديدة لتحسين عملية وضع السياسات.
o      تحسين نظام RAHS وتحديثه من خلال ترقيته بشكلٍ منهجي.



مركز المستقبليات الاستراتيجية

تم وضع هذا البرنامج في أوائل عام 2009 كجزء من مكتب السياسات الاستراتيجية (SPO) الموجود في شعبة الخدمة العامة (PSD) بمكتب رئيس الوزراء. وانتشرت البرامج المهمة التابعة لهذا المركز في جميع أرجاء قطاع الخدمة العامة. توفر هذه البرامج نظاماً أساسياً لتعزيز الأبحاث المستقبلية وتدريس الأدوات والمنهجيات اللازمة لتحليل الأحداث المستقبلية. كما أنَّها تؤكد الحاجة إلى تأسيس حكومة مترابطة لضمان وصول المعلومات إلى المكان المناسب. وتؤمن أيضاً هذه البرامج بأهمية "تخصيص مجموعة من الأفراد للتفكير فيما قد يحدث في المستقبل". لذا يمكن اعتبار هذا المركز بمثابة مؤسَّسة استشراف بحثية تعمل لصالح الحكومة.

تلقي مواقع الويب الخاصة بالمركز الضوء على مشكلة تحديد أحد التغييرات واسعة النطاق التي قد تواجهنا مستقبلاً؛ "فقضية الحوكمة السديدة في العالم الآن باتت تصدر إشارات متزايدة تنذر بوقوع أحداث ومشكلات ضارة وغير متوقَّعة، ولذلك يجب الاستعداد لمواجهة العواقب الوخيمة التي قد تنتج عن هذه الأحداث". وكما هو واضح في الشكل (2)، يبذل المركز من خلال هذه المواقع جهداً ملحوظاً في طرح حلول لمواجهة هذه التغييرات بدلاً من الاكتفاء بالاستقراء فحسب.






مقابلة مع "جوان موه"، رئيسة مركز المستقبليات الاستراتيجية

1.     من وجهة نظركِ، كيف نجح الاستشراف الحكومي في سنغافورة في نقل مشاركة مسؤولية الاستشراف بين عدة مجموعات داخل الحكومة؟
يعتبر مركز الأحداث المستقبلية الاستراتيجية (CSF) ومكتب برنامج تقييم المخاطر واستقراء التهديدات المستقبلية (RAHS) الوحدتين "المركزيتين" اللتين تعملان تحت إشراف رئيس الوزراء وتركِّزان على أعمال الاستشراف المتداخلة على مستوى الحكومة الشاملة. نحرص على العمل كشبكة مترابطة ونتعاون فيما بيننا ونتشارك في الأفكار أيضاً. ونستعين في ذلك بعديد من الوسائل، أولها: اجتماع "شبكة الأحداث المستقبلية الاستراتيجية" الذي يجمع بين نواب الأمناء من كل وزارة لمناقشة المشكلات الناشئة ذات الطابع الاستراتيجي. وفي هذا الاجتماع تعرض الفِرَق آراءها والنتائج التي توصَّلت إليها والمشروعات الجديدة التي تعمل عليها وتطلب آراء الحاضرين في الإجراءات التي يجب اتخاذها بعد ذلك. وثانياً، نعقد ما يُعرف باسم "اجتماعات الحماية" كل شهرين، وهي اجتماعات تسمح بالتقاء محلِّلي الأحداث المستقبلية من جميع قطاعات الحكومة لتبادل الأفكار فيما بينهم بصورة غير رسمية.

2.     بالتفكير في جميع أعمال الاستشراف التي نجحت سنغافورة في إنجازها، ما أهم عوامل هذا النجاح في رأيكِ؟
نحن ما زلنا في مرحلة التعلُّم حتى الآن. وما زال تخطيط السيناريوهات يلعب دوراً كبيراً في عملنا. فكل فترة تتراوح بين 3 و5 سنوات، نجري تدريباً على وضع السيناريوهات على المستوى الوطني، ويعتمد هذا التدريب على المعلومات والمعارف المُستمدَّة من قطاعات مختلفة من الحكومة. كما قمنا أيضاً مؤخراً بوضع إجراءات للتعامل مع "القضايا الاستراتيجية الناشئة" (ESI) تستهدف الإشارات الضعيفة لتعزيز تركيز تخطيط السيناريوهات على العوامل المعروفة للتغيير والاضطرابات الحرجة. وفي آخر مرة قمنا فيها بتطبيق هذه الإجراءات، استعنَّا بمجموعة من الخبراء لحل هذه القضايا، ثم نجحنا في تقليص عددها وتوصَّلنا إلى قائمة بحوالي 40 قضية أساسية قد تؤثِّر على مستقبل سنغافورة بشكلٍ كبير على المدى المتوسط والطويل.

3.     بالتفكير في جميع أعمال الاستشراف التي نجحت سنغافورة في إنجازها، ما أصعب التحديات التي واجهتموها؟ وأين تركَّزت أكبر مشكلاتكم؟
كان التغلُّب على حالات التحيُّز الفكري وتحويل الاستشراف إلى استراتيجيات يمكن اتباعها أصعب التحديات التي واجهناها. ولعلَّ الشق الثاني أكثر صعوبة من الأول، فتحويل الاستشراف إلى استراتيجيات يعد مشكلة عويصة نواجهها مع جميع محلِّلي الأحداث المستقبلية. قد يكشف الاستشراف النقاب عن عدة نتائج مثيرة للاهتمام؛ ولكن الطريقة التي نتبعها في وضع هذه النتائج أو الاحتمالات في إطارها الصحيح هي التي تحدد الوكالات ذات الصلة المُكلَّفة بمتابعة المسيرة بعدنا. نسعى باستمرار إلى تحسين مستوى تفسيرنا للاستشراف وتحويله إلى استراتيجية فعَّالة للتأكد من عدم تقيُّد مزايا الاستشراف بالقالب الفكري المجرد لفترة طويلة، وهذا يتطلب فهم القيود التشغيلية التي تحكم الوكالات والهيئات المتنوِّعة وطريقة تعزيزنا للتفكير الاستراتيجي طويل الأجل.

4.     ما النصيحة التي تودين إسداءها لأي مجموعة على وشك الشروع في عمل استشرافي جديد؟
أولاً: لا يوجد شيء اسمه عمل استشرافي كامل الأركان؛ فهناك دائماً أشياء جديدة يمكننا أن نتعلَّمها ونجرِّبها. وكما ذُكِر آنفاً، كل مشروع نسعى إلى إقامته يقودنا إلى مشروعات أخرى جديدة. وكل مشروع يتيح لنا فرصة إعادة النظر في المواد القديمة والاستعانة بمعلومات جديدة في الواقع المتغيِّر دائماً. ثانياً: التنوُّع هو مفتاح نجاح الاستشراف. فعلى مدار الأعوام السابقة نجحنا في الحصول على العديد من المعلومات المفيدة من خلال الاستعانة بآراء جميع طبقات المجتمع، سواء أكانوا مواطنين في سنغافورة أو وافدين إليها أو عاملين في القطاع العام أو الخاص أو كباراً في السن أو شباباً. فتلاقي وجهات النظر المختلفة يثمر دائماً عن أفكار جديدة ويساعد على تخفيف حدة التفكير الجماعي، حتى ولو كان التعامل مع هذا التنوُّع الفكري صعباً إلى حدٍّ ما.
















































الرؤية والمهمة
·       الرؤية: بناء قطاع استراتيجي ومرن للخدمة العامة قادر على التعامل مع بيئة معقَّدة وسريعة التغيير.
·       المهمة: توجيه حكومة سنغافورة إلى التصدي للتحديات الاستراتيجية الناشئة واقتناص الفرص المحتملة.
مهام عمل المركز
·       بناء القدرات والعقليات والخبرات وتصميم الأدوات اللازمة للتوقُّع الاستراتيجي وإدارة المخاطر.
·       توفير معلومات بشأن الاتجاهات السائدة المستقبلية والاضطرابات المؤقتة والمفاجآت الاستراتيجية.
·       نقل هذه المعلومات إلى صانعي القرار ليتمكَّنوا من وضع السياسات بشكلٍ مستنير.
منشورات حديثة
·       نظرة عامة على طريقة عمل المركز واختصاصاته:
·       الحوكمة في المستقبل: ما الذي تستطيع الحكومات فعله، بقلم: "بيتر هو"، كبير المستشارين.





سليمان الكعبي 

تعليقات

  1. د. سليمان هل بالإمكان الحصول على الشرة الخاصة بطريقة عمل المركز

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيناريوهات "مونت فلور" أو (The Mount Fleur Scenarios)

مشاريع الاستشراف الفعَّالة

تقرير المخاطر العالمية: الطبعة العاشرة لعام 2015 أو (Global Risks 2015 10th Edition)