الاتجاهات العالمية لعام 2030 أو (Global Trends 2030)


الاتجاهات العالمية لعام 2030 أو (Global Trends 2030)

المجلس الوطني للاستخبارات الأمريكية
نجح تقرير الاتجاهات العالمية الصادر عن المجلس الوطني للاستخبارات الأمريكية على مدار عقدين من الزمان في تشكيل الحوار الاستراتيجي داخل الحكومة الأمريكية وخارجها. يستعين المجلس الوطني للاستخبارات الأمريكية بخبرات متعددة من خارج الحكومة في أثناء إعداده لذلك التقرير، ويعتمد في ذلك على عوامل مثل العولمة والديموغرافيا والبيئة، لتكون النتيجة وثيقة ذات رؤية ثاقبة تخدم واضعي السياسات ويساعدهم في وضع الخطط طويلة الأجل التي تهدف إلى معالجة أهم القضايا والمشكلات على الصعيد العالمي. ويجدر بالذكر أنَّه منذ صدور التقرير الأول للاتجاهات العالمية عام 1997، بدأ الاهتمام بهذا التقرير يتزايد بالتزامن مع ارتفاع عدد المهتمين بقراءته ومتابعته.
ومن بين النقاط المهمة التي تناولها هذا التقرير السيناريوهات الأربعة التالية:

·       الانهيار المفاجئ. لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا قادرتين على ممارسة دورهما في الريادة العالمية المستدامة. فلقد أدَّى الفساد والقلاقل الاجتماعية وضعف الأوضاع المالية وتردِّي حالة البِنى الأساسية بشكلٍ مزمن إلى تباطؤ معدلات النمو في دول العالم النامي. ولم يعد بمقدور نظام الحوكمة العالمية مواجهة تفشي الوباء الذي يدفع البلدان الغنية إلى عزل أنظمتها عن عديد من البلدان الفقيرة في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط. ومن خلال تعطيل حركة السفر والتجارة الدولية، قد يتوقَّف هذا الوباء عن الانتشار، ولكن لن يؤدي ذلك إلى القضاء على العولمة.
·       الدمج. إنَّ شبح انتشار الصراعات في جنوب آسيا يدفع الولايات المتحدة الأمريكية والصين إلى التدخل لحل هذه الأزمة. وفي خضم ذلك تتمكَّن واشنطن وبكين من تحديد قضايا أخرى تحتاج إلى تعاونهما المشترك. ويُلاحظ نمو الاقتصادات الناشئة بمعدلات أسرع من الاقتصادات المتقدمة، ولكن يحدث ذلك بالتزامن مع نمو الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصادات المتقدمة أيضاً. ويلعب الابتكار التكنولوجي دوراً حيوياً في هذه المرحلة، لأنَّه هو الذي يحدد الشكل الذي سيصير عليه العالم بعد زيادة القيود المفروضة على الموارد بسبب ارتفاع معدلات الازدهار بشكلٍ مفاجئ.
·       سيناريو الفوضى. يصبح الظلم وانعدام المساواة هما الاتجاهين السائدين داخل البلدان، وفيما بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة. ويتجه العالم بشكلٍ متزايد إلى مرحلتين لا ثالث لهما، إحداهما تؤدي إلى انتشار الرخاء، والأخرى تؤدي إلى تفشِّي الفقر وانعدام الاستقرار. تستمر حالة الصراع بين القوى الكبرى وتزداد احتمالية وقوع صدام يوماً بعد يوم، ويزداد عدد الدول المنهارة، بينما تستمر معدلات النمو الاقتصادي في الارتفاع بسرعة معتدلة، ولكن يصبح العالم أقل أمناً.
·       عالم بلا دول. تدفع التقنيات الحديثة والناشئة - التي تفضِّل تمكين الأفراد والمجموعات الصغيرة والائتلافات الخاصة من السيطرة على السلطة - العالم إلى تغيير أنظمة الحكم وتلمُّس جهات لا تعتمد على الأنظمة التقليدية للدول. ويصبح هذا العالم مكاناً مختلطاً وغير متجانس. فبعض المشكلات يتم حلها بسبب نجاح الشبكات في الاندماج بعضها ببعض وقيام التعاون بين الأنظمة الدولية وغير الدولية. ولكن تزداد معدلات المخاطر الأمنية بسبب سهولة وصول الإرهابيين والمجرمين إلى تقنيات الأسلحة القاتلة والمدمِّرة.



النتائج
لم يتم وضع هذا النوع من التوقُّعات بهدف التأثير على قرار محدد، ولكنه مجرد تقرير تجريبي يهدف إلى رفع مستوى الوعي بالمشكلات والتهديدات المحيطة بنا. ولقد زاد تأثير هذا التقرير تدريجياً على مدار سنوات نشره. فمنذ إصداره لأول مرة عام 1997، لوحظ زيادة أعداد قرَّاء هذا التقرير ومتابعيه عاماً بعد عام، مما يدل على نجاح المجلس الوطني للاستخبارات الأمريكية في تشكيل ملامح المحادثات الاستراتيجية التي تناقش وتعالج القضايا الأمنية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيناريوهات "مونت فلور" أو (The Mount Fleur Scenarios)

مشاريع الاستشراف الفعَّالة

تقرير المخاطر العالمية: الطبعة العاشرة لعام 2015 أو (Global Risks 2015 10th Edition)